«أمّا المطلع فلا شكّ أنّه للشريف الرضي وهو موجود في نسخة ديوانه القلمية والمطبوعة بتغيير لفظ العيش بالحبّ لا غير ، ويبعد أن يعمد هذا السيّد الأبي الشهم العظيم القدر إلى بيت مشهور لذلك الشاعر المشهور فينتزعه ويجعله طليعة قصيدة من غرر قصائده ، كما يبعد أن يكون من قبيل توارد الخاطر ، ومن راجع القصيدتين عرف أنّهما بمسلك السيّد أشبه ، وإلى أسلوبه أقرب ، على أنّ الديوان المنسوب لعنترة ـ لعدم ورود رواية وثيقة به ـ أكثره أو الكثير منه مستعار على الظنّ من السيّد الرضي ونظرائه الذين بلغ الشعر في أعصارهم إلى أرقى معارجه وأنقى مناهجه ، وما أبعد ما بين شعر عصر عنترة من الشعر الذي ينسب إليه ، وهذا شيء يعرفه أهله والله أعلم بالحقيقة ... أهـ».
وقد تأثّر زيدان في غلطة السيّد أحمد الهاشمي صاحب كتاب جواهر الأدب حيث قال (ص٦٢٥) من كتابه المذكور في عنوان القصيدة المذكورة : «أنّها للشريف الرضي ، وقيل لعنترة العبسي» وأثبت منها (١٨) بيتاً وذكر في تعليقته على ترجمة الشريف أنّه توفّي عام (٤٦٣هـ) وهو خطأ لا يغتفر فإنّ وفاة الشريف عام (٤٠٦هـ) فلينتبه من يراجع جواهر الأدب.
وإليك ما قاله بعض الباحثين عن ديوان عنترة ، ففي كتاب الوسيط للإسكندري وعناني (ص٧٤) : «وأكثر ما في سيرته الموضوعة في زمن الفاطميّين وما في الديوان المنسوب إليه المستخرج من هذه السيرة منحول لايعتدّ به ...».