أينعت عقب يوم ماطر وبقربه قطيع من الغزلان والوعول وهو ينظر إلى ظبية منها فلمّا ملأ عينه من محاسنها أنشد :
نظرت ببطن مكة أمَّ خشف |
|
تبغَّم وهي ناشدة طلاها |
فأعجبني ملامح منك فيها |
|
فقلت أخا الغريب أما تراها |
ولولا أنّني رجل حرامٌ |
|
ضممت قرونها ولثمت فاها». |
والأبيات ليست للمجنون وإنّما هي للشريف الرضي من قطعة رائعة يذكر فيها أيّامه بـ : (منى) مثبّتة بديوانه (ص٩٦٢) ط بيروت وأوّلها :
أحبّك ما أقام منىً وجمع |
|
وما أرسى بمكّة أخشباها |
ولم يك غير موقفنا فطارت |
|
بكلِّ قبيلة منّا نواها |
فواهاً كيف تجمعنا الليالي |
|
وآهاً من تفرِّقنا وآها |
لأنت النفس خالصة فإن لم |
|
تكونيها فأنت إذاً مناها |
إلى أن يقول : (نظرت ببطن مكّة أمَّ خشف) إلى آخر الأبيات الثلاثة ، وورد البيت الثاني هكذا :
فأعجبني ملامح منك فيها |
|
فقلت أخا القرينة أم تراها |
وهي إحدى حجازيّات الشريف الرضي التي اختارها الدكتور زكي مبارك وأثبتها في كتابه عبقرية الشريف الرضي.
ـ ١٨ ـ
وفي محاضرات الراغب الأصبهاني (ج٢ ص١٣٢) في باب : (ما قيل