كما سيأتي(١) (٢) ، وعن غيرهم أيضا.
وقد أفتى جماعة من الشافعية على ما حكى عنهم بعضهم بحرمة شرب التتن وبطلان بيعه ؛ لأنّه لا ينتفع به نفعاً شرعيّاً معتدّاً به.
فإن قلت : هؤلاء كلّهم محدّثون وليسوا بفقهاء حتّى تقدح
__________________
انتقل إلى العراق وقرأ في عتباتها العاليات ثمّ عاد إلى إيران ، وتوفّي سنة ١٢٦٢هـ. له جملة مصنّفات منها : الإيقاظات ، والإشارات في الأصول ، وشوارع الهداية إلى شرح الكفاية للسبزواري ، وشوارع الأحكام في شرائع الإسلام ، ومنهاج الهداية إلى أحكام الشريعة ، وإرشاد المسترشدين ، والنخبة في الفقه ، وله رسالة في تفطير شرب التتن للصيام ، وغيرها.
(١) لم نجد شيئاً لقول الكلباسي على ما بأيدينا من هذه الرسالة ، ربّما ورد ذكره في
الأوراق الساقطة من المخطوط.
(٢) وبمراجعة رسالة الكلباسي (حرمة الغليان في شهر رمضان) مخطوط ص١٣ـ ١٤ ، رأيناأنَّ كلامه حول إثبات حرمة دخان التتن في شهر رمضان ، وذكر آراء جملة من الأعلام على مفطرية الغبار ، وبناء على وحدة ملاك الدخان مع الغبار للأجزاء المتكوّنة فيهما ، ثمّ قال : «فإنّ كلّ من اطّلع على حال أهل الإسلام في الصوم يعلم التزامهم كافّة على تركه ، في بلادهم ومجالسهم ، من العامّة والخاصّة ، والعرب والعجم ، والروم بأصنافهم ، من السلاطين والأمراء ، والتجّار والكسبة ، وكلّ من كان داخلاًفيهم وبين ظهرانيهم ، وبلغ صيت الإسلام إليهم وأحكامه ، حتّى أهل القرىوالبوادي والمزارع ، حتّى المميّز منهم قديماً وحديثاً ، بل لم يسمع من أحد في عصر من الأعصارأو صقع من الأصقاع ارتكابه ، مدّعياً أنّه غير مفسد من المجتهدين ولا من الأخباريّين ولاممّن تبعهما ، وإن غفل عنهما من غفل ، والظاهر أنّ السيرة من الحجج القوية القطعية بلا شكّ وارتياب ، وفوق الإجماع ؛ لاختصاصه بمن حصل العلم منهم من العلماءالأبرار ، بخلافها فإنّها تعمّهم وغيرهم. انتهى. فتأمّل».