قوله أو فعله أو تقريره ، فلا يعقل فيه إلا اللطف ، وهو غير مسلّم(١).
__________________
دخلوها عام ٩١٢هـ ـ ١٤٩٢م شاهدوا سكّان هذه البلاد من الهنود الحمر يدخّنون التبغ على شكل لفائف من أوراقه يشعلون أحد طرفيها ويضعون الآخر بالفمويسحبون الدخان معلّلين ذلك بأنّه مصدر للنشوة والاستمتاع واللّذة ، فضلاً عن استعماله في احتفالاتهم وطقوسهم الدينية ، وهو مأخوذ من اسم (تاباغو)وهي اسم لجزيرة في القارّة الأمريكية وجد فيها ونقل منها.
وَذَهَبَ أحد المتّتبعين إلى أنّ ظهوره في عام ١٠٠٥هـ ـ ١٥٩٨م في بلدة (تنبكت) إحدى بلدان جمهورية مالي حاليّاً والتي من مُدنها العريقة مدينة (تنبكتو) ويسمّى (طبقاً) على اسم النبات العربي المعروف ، والظاهر أَنَّ من اسم هذه المدينة اشتقّ اسم (التنباك) ونسب إليها ، بناء على هذا القول.
وقد أرّخ الشيخ أبو عبيد البكري الكبير(من أعلام القرن الحادي عشر الهجري) عام دخول التبغ إلى البلدان العربية ، أو تاريخ اهتمامه بهذا الموضوع ، بقوله :
سألوني عن الدخان وقالوا |
|
هل له في كتابنا إيماء |
قلت ما فَرَّطَ الكتاب بشيء |
|
ثمّ أرختُ (يوم تأتي السماء) |
سنة ١٠٠٠هـ
وقد استفاد البعض من قوله هذا على أنّه يرى وجوب تحريم الدخان بظاهر الناهي القرآني الدالّ على أنّه من مشتقّات وسائل التعذيب المعدّة للكفرة يوم قيام الساعة (فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَان مُبِين * يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ) سورة الدخان/ آية١٠ ـ ١١.
وقد ادُّعي نسبة هذين البيتين إلى المصنّف السيّد هبة الدين الشهرستاني ، ولكن كماترى أنّه اشتباه واضح ، إذ أنّهما ليسا له ، بل قائلهما الشيخ أبو عبيد البكري الكبير ، المتقدّم على عصر السيّد الشهرستاني بثلاثة قرون تقريباً. ينظر التدخين والصيام (حكم الدخان في نهار شهر رمضان) للمحقّق ص٨.
(١) بناءً على أنّ من لطف الله تعالى على عبده بمقتضى عدالته إرشاده إلى كلّ ما