ولو قرع سمعك اعتناء الأصحاب بها ، فإنّ ذلك في الرواية لا الفتوى(١) كما لا يخفى ، فالشهرة المرجّحة غير هذه ، وهذه غير المرجّحة.
لطيفة : قال بعض الظرفاء : إنّ السبب في فتوى المشهور به هو ابتلاء المفتين بشربه ، فهم ينظرون برؤية غير سليمة ، ورؤية غير مستقيمة(٢).
__________________
يعملوا بها.
وهل هذه الشهرة حجّة أم لا؟ قسّم الفقهاء الشهرة إلى شهرة روائية ، وشهرة عملية ، وشهرة فتوائية ، والمشهور بينهم الاعتماد على الأولى والثانية واختلفوا في الثالثة.
(١) الشهرة الروائية وهي اشتهار نقل الرواية في المجاميع الروائية وبين أرباب الحديث من المتقدّمين لا المتأخّرين عنهم ، سواء عملوا بها أم لا ؛ لعلّة ما فيها أو لرواية أرجح منها ، وهذه الشهرة هي التي جعلها الفقهاء من المرجّحات في باب التعارض بين الخبرين المتعارضين ، فما اشتهر منهما أخذ به لمرجّحيّتها ، وحملوا قول الإمام عليهالسلام : خذبما اشتهر بين أصحابك عليها.
أمّا الشهرة الفتوائية وهي عبارة عن اشتهار الفتوى بحكم من الأحكام في مسألة ما ، مع عدم اعتماد المفتين على مدرك ما ، أو رواية معيّنة ولو كانت ضعيفة ، بل وإن وجد مدرك لها مع القطع بعدم اعتمادهم عليه ، وقد اختلفوا في حجّيتها ، وبعض قد فصّل في ثبوت حجّيتها للواقعة بين المتقدّمين وأصحاب الأئمّة عليهمالسلام دون الشهرة الفتوائية الواقعة بين المتأخّرين.
(٢) أقول أن اللطيفة غير لطيفة ، لأنّ مفادها تعريض بالفقهاء ، وطعن بعدالة ونزاهة أهل الفتوى ؛ بأنّهم يتّبعون أهواءَهُم ويرضون شهواتهم في إصدار الفتوى خصوصاً في حكم شرب الدخان ؛ نتيجة لابتلائهم بشربه ، ممّا يحرّف ذهنهم عن النهج السليم ويحرفهم عن الطريق المستقيم!!؟.