شيخ الفقهاء كاشف الغطاء : «إنّ الأحلام لا تكون شواهد الأحكام»(١).
وقد ورد عنهم عليهمالسلام : «إنّ دين الله [عزّ وجلّ] أعزّ من أن يرى في النوم»(٢).
ومن قال بحجّية الرؤيا الصادقة وإن شذّ فقد خصّها بالرائي دون غيره ، فافهم.
وأمّا ثانياً : فبأنّ هذين المنامين متناقضان فإنّ رؤيا (الفتوني) تدلّ على أنّ الحجّة كان يشرب ، ومنام (الخمايسي) دالّ على أنّ أهل البيت لا يشربون ، فهذا يكذّب تلك كما لا يخفى ، مع أنّ الرأي السليم والعقل المستقيم يقطعان بأنّ الإمام أجلّ شأناً من ذلك.
وأمّا ثالثاً : فبالنقض بمنامات دلّت على نهي الأئمّة عليهمالسلام عن ذلك ، ولوقستها إلى أطياف الإباحة ، في الكثرة والصراحة ؛ لكانت كالنجمة والبدر ، والقطرة والبحر ، ذكر شيئاً منها السيّد الجزائري(٣) في
__________________
(١) الحقّ المبين ص٧٥. قال : إنّ الأحلام لا تكون شواهد للأحكام باتّفاق علماء أهل الإسلام.
(٢) الكافي ـ الشيخ الكليني ـ ج٣ ـ ص٤٨٢.
(٣) السيّد نعمة الله بن عبد الله بن محمّد الحسيني الموسوي الجزائري ، عالم فاضل ، من أعيان المحدّثين ، ولد في قرية (الصبّاغية) من قرى الجزائر في البصرة سنة ١٠٥٠هـ ، وتوفي سنة ١١١٢هـ في قرية (جايدر) من أعمال (الفيلية) وبها دفن ، وقبره الآن مزار معروف يقصده العامّة. له جملة كثيرة من المصنّفات والرسائل منها : الأنوار النعمانية في معرفة النشأة الإنسانية ، وزهر الربيع ، وغاية المرام في