(القليان) ، إذ دخل الحسين عليهالسلام ورقى المنبر وأطرق مليّاً ، ثمّ نظر إلى الناس مغضباً فحرّك رأسه الشريف وقال : (مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ) (١) ، ثمّ تأوّه ونزل وخرج.
ومن ذلك ما حكاه لي السيّد الثقة الجليل الأوحد الأمير سيّد حسين النجفي التبريزي دام بقاه سنة ١٣٢٢هـ ، قال : رأيت في هذا الباب مناماً لا أنساه أبداً وذلك قبل هذا العام بثلاثين سنة(٢) ، ومجملها أنّي اغتسلت في حوض مدرسة (القوام) (٣) غسل الجمعة وكان قصدي أن أشرب (الشاهي) (٤)ثمّ أمضي إلى حضرة الأمير لزيارته ، فبينما أنا أشرب (السِبيل) (٥) إذغفوت غفوة ، فرأيت كأنّي أمشي إلى حرم عليّ عليهالسلام وأنا أشرب (السِبيل) ، فلمّا
__________________
وتدخّن. وهذه غير السجائر المعروفة والمتداولة والتي تتكوّن بِمِلء اسطوانةورقية بمفروم التبغ وتدخّن.
(١) سورة الأنبياء : ٥٢.
(٢) السيّد التبريزي نقل هذه الحكاية للسيّد المصنّف في سنة ١٣٢٢هـ ، وقال إنّه رأى الرؤياقبل ثلاثين عاماً في مدرسة القوام أي في نحو سنة ١٢٩٢هـ ، مع أنّ المدرسة قد أسّست سنة ١٣٠٠هـ ، فالظاهر أنّ في النقل اشتباهاً ، أو أنّه نقلها على نحو التقريب.
(٣) مدرسة القوام : تقع في محلّة المشراق خلف جامع الشيخ الطوسي ومجاورة للمدرسة المهدية ، وتعرف أيضاً بالمدرسة (الفتحية) نسبة إلى مؤسّسها فتح علي خان الشيرازي المشهور بقوام الملك وذلك في سنة ١٣٠٠هـ.
(٤) الشاهي : هو الشاي المعروف.
(٥) أنبوبة من خزف معطوفة ، لها رأس يوضع فيه التبغ ويشرب بها الدخان وهي أشبه بمايقال (پيپ) في كلام الأعاجم. ينظر الآلة والأداة ص١٤٣.