وصلت إلى الضفّة المشرفة فرّغت ما فيه ، ودخلت ووقفت أستأذن للدخول ، فبينما أنا أستأذن إذ خرج سيّد جليل ذو شيبة وهيبة ، فقال : هكذا تزورون أميركم؟ قلت : وكيف يا سيّدي؟ فقال : تشرب التتنوتعفّن الفم وتكلّم أمير المؤمنين عليهالسلام؟! قال : فانتبهت فزعاً وحدّثت بهاالعالم الفاضل الآخوند ملاّ لطف الله المازندراني(١) المتوفّى سنة [١٣١١هـ] (٢) له شرح على الشرائع ، وحواشي على القوانين وغيره. فقال : إنّ مواليك أحبّوك حيث نبّهوك على تركه ، قال : فتركت شرب الدخان مدّة مديدة حتّى سوّلت لي نفسي وزيّنت لي سوء عملي وغرّني الشيطان فرجعت إليه وأنا الآن ندمان.
ونظير ذلك ما نقلوه عن الشيخ المشهور بالشيخ مفيد(٣) أحد علماء شيراز أنّه لمّا سافر إلى العتبات العاليات هجر شرب (التنباك) من خروجه
__________________
(١) المولى لطف الله اللاريجاني المازندراني النجفي ، عالم فقيه أصوليّ ، هاجر إلى النجف الأشرف وتوفّي فيها سنة ١٣١١ هـ ، ودفن في الصحن الحيدري في المكان الذي كان يؤمّ الناس فيه ، له جملة من المصنّفات منها : شرح على قواعد الأحكام ، الفرائدالغروية في الأصول الفقهية ، حاشية على حجّية الظنّ ، وحاشية على القوانين وغيرها.
(٢) في الأصل بياض.
(٣) الظاهر أنّه الشيخ مفيد بن محمّد كاظم ابن الشيخ عبد النبي الشريف الشيرازي البحراني إمام الجمعة بشيراز ابن الشيخ محمّد بن مفيد ابن الشيخ حسين الشيرازيّين ، وله عدّة آلاف بيت من الشعر العربي والفارسي ، وكان يتخلّص في شعره العربي باسمه(مفيد) وفى شعره الفارسي بـ (داور) ، له تصانيف عديدة منها : ضياء القلوب مقتل فارسي ، ديوانه كعبة الباكين(دوازده بند) ، وكتاب گنج گوهر ، توفّي سنة ١٣٢٥هـ ..