من (بوشهر) ولم يشرب حتّى عاد من الزيارة ، فسألوه عن ذلك فقال : رأيت الحجّة عليهالسلام في المنام ، قال لي : طيّب فمك لزيارة مواليك بترك شرب الدخان.
ومثل ذلك ما نقل عن بعض الأتقياء أنّه نهى بعض الناس عن زيارة العسكريّين في ليلة يأكل فيها الثوم لعفونة فمه ، وقوله (صلى الله عليه وآله) : «من أكل من هذه الخبيثة فلا يقربنّ مسجدنا(١) ؛ فرأى العسكريَّ عليهالسلام ليلة في المنام وهو مغضب عليه ، فسئل عن السبب فقال عليهالسلام : تنهون موالينا عن زيارتنا لأكلهم الثوم ثمّ تشربون التتن وتأتوننا مع أنّ أفواهكم أنتن من أفواههم.
إلى غير ذلك ممّا لا تسع هذه الرسالة منه معشاراً ، مع أنّ ذلك كلّه غيرمفيد للفقيه ، فمثله كمثل احتكار الثلج لا يورث صاحبه إلا خساراً.
الخامس : التفألات القرآنية(٢) المشعرة بجواز شربه ، كقوله
__________________
(١) رسائل المرتضى ـ الشريف المرتضى ـ ٣ / ١٢٥ ، مسند أحمد ـ الإمام أحمد بن حنبل ـ ٢ / ٤٢٩.
(٢) الفأل مهموز يطلق على ما يسرّ ويسوء قولاً أو فعلاً ، أمّا الطيرة فلا تكون إلاّ فيما يسوء.
وروي أنّه قيل : يا رسول الله وما الفأل؟ قال : الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم. وقيل : هو شيء يلقيه الله في قلب المتفائل عند سماع الفأل فيلقيه على لسانه فيوافق ما قدّره الله تعالى له ، كما إذا خرج للسفر أو عيادة مريض ولم يقصد سماع الفأل فسمع يا غانم أويا سالم.