__________________
وقد روي عن رسول الله قوله : إنّ الفأل حقّ. وأنّه كان يحبّ الفأل الحسن ، وروي عنه عليهالسلام : يعجبني الفأل وهو الكلمة الحسنة والكلمة الطيّبة. وأنّه (صلى الله عليه وآله) (كان يتفأل ولا يتطيّر. وروي أنّ الإمام زين العابدين عليهالسلام تفأّل بالقرآن لتعيين اسم زيد الشهيد.
وقد روى الكليني في كتاب الكافي عن أبي عبدالله الصادق عليهالسلام قال : لا تتفأل بالقرآن.
وقد علّق المحدّث الفيض الكاشاني في كتاب (الوافي) المجلّد ٩/ص١٧٨٤ على ذلك بقوله : لا ينافي هذا ما اشتهر اليوم بين الناس من الاستخارة بالقرآن على النحو المتعارف بينهم ، لأنّ التفأل غير الاستخارة ... وفي (المجلّد ٩/ص١٤١٧) قال : فإنّ التفأل إنّما يكون فيما سيقع ويتبيّن الأمر فيه كشفاء مريض أو موته ، ووجدان الضالّة أوعدمه ، ومآله إلى تعجيل تعرّف علم الغيب. وقد ورد النهي عنه وعن الحكم فيه بتّة لغير أهله وكره التطيّر في مثله ، بخلاف الاستخارة فإنّه طلب لمعرفة الرشد في الأمر الذي أريدفعله أو تركه وتفويض الأمر إلى الله سبحانه في التعيين واستشارة إيّاه عزّوجلّ ... وبين الأمرين فرق واضح ، وإنّما منع من التفأل بالقرآن وإن جاز بغيره إذا لم يحكم بوقوع الأمر على البت ؛ لأنّه إذا تفأل بغير القرآن ثمّ تبيّن خلافه فلا بأس ، بخلاف ما إذا تفأل بالقرآن ثمّ تبيّن خلافه ، فإنّه يُفضي إلى إساءة الظنّ بالقرآن ، ولا يتأتّى ذلك في الاستخارة به ؛ لبقاء الإبهام فيه بعد ، وإن ظهر السوء ، لأنّ العبد لا يعرف خيره من شرّه في شيء ، قال الله تعالى : (عَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ).
وقال المولى المازندراني في(شرح أصول الكافي ١١/٧٤) : والفأل بالقرآن متصوّربوجوه ، الأوّل : أنّ يقصد مطلباً ويسمع مقارناً له آية يستنبطه منها الخير والشرّ أومن أوّل حرف منها كما يفعله أصحاب الحروف الناظرون إلى خواصّها ، الثاني : أن يفتح المصحف ويستنبط الخير والشرّ من الآية الأولى في الصفحة اليمنى أو من أوّل حرف منها ، الثالث : أن يفتحه ويعدّ اسم الله في الصفحة اليمنى