٥ ـ ويؤيّده ما رواه مسلم ، عن ابن الأكوع : «أنّه كان يتحرّى موضع مكان المصحف يُسبِّح فيه ، وذكر أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان يتحرّى ذلك المكان ، وكان بين المنبر والقبلة قدر مَمَرِّ الشاة»(١).
٦ ـ وممّا يمكن أن يستدلّ به على أنّ القرآن كان محفوظاً وموجوداً على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله) وممّا يُكتب عند المسلمين هو ما روي عن أبي سَعِيْدالخُدريِّ : «لاتكتبوا عنّي شيئاً سوى القرآن ، من كتب شيئاً سوى القرآن فليمحه»(٢).
أو ما رواه أبو هريرة عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) : «أكتاباً غير كتاب الله تريدون؟»(٣) الدَّالاّن على وجود كتاب الله بين أيدي الناس.
٧ ـ وكذا قوله (صلى الله عليه وآله) : «لا صلاة إلاّ بفاتحة الكتاب»(٤) أو «من صلّى صلاة لم يقرأ فيها بفاتحة الكتاب فهي خداج»(٥) وغير ذلك من الأخبار ، خاصّة تلك التي صدرت في آخر عهد النبوّة حيث كان الكتاب كلّه منزلاً
__________________
(١) صحيح مسلم ١/٣٦٤ / ح ٥٠٩ ، الجمع بين الصحيحين ١/٥٧٢ /ح ٩٥٠ في المتّفق عليه من مسند سلمة بن الأكوع.
(٢) مسند أحمد ٣/١٢ / ح ١١١٠٠ ، ٣/٢١ / ح ١١١٧٤ ، ٣/٥٦ / ح ١١٥٥٣ وانظر صحيح مسلم ٤/٢٢٩٨ / ح ٣٠٠٤.
(٣) تقييد العلم : ٣٣.
(٤) سنن البيهقي الكبرى ١ / ٢٣٦ / ٣٥٥ ، ٢ / ٦٣ / ٢٣٠٦ ، ١٦٧ / ٢٧٥٨ ، وانظرسنن الترمذي ٢ / ٢٥ / ٢٤٧ ، الباب ٤٨ ما جاء أنّه لا صلاة إلاّ بفاتحة الكتاب.
(٥) صحيح مسلم ١ / ٢٩٧ / ٣٩٥ ، باب وجوب قراءة الفاتحة.