مدوّناً على العسب(١) واللخاف(٢) والأديم والأكتاف(٣) والأقتاب(٤) والرقاع(٥) والحرير(٦) والقراطيس(٧) ؛ فلا يبعد أن يكون المقصود هو الكتاب المدوّن الكامل ؛ لأنّ اسم الكتاب لا يصحّ إِطلاقه عرفاً إلاّ بعد كتابته وترتيب أوراقه ومطالبه ، فإذا كانت المطالب متفرّقة وغير مدوّنة ومتشتّتة لا يمكن تسميته كتاباً ؛ لأنّ الكتاب مصدر سُمّي به المكتوب ، فتسمية القرآن بالكتاب قد جاء بعد تدوينه وجمعه في مصاحف وإن لم تكن شاملة لجميع سور القرآن.
وقد تأكّد إطلاق اسم الكتاب على القرآن بعد هجرة النبيّ (صلى الله عليه وآله) إلى المدينة ؛ إذ قال سبحانه في أوّل سورة البقرة المدنية : (ذلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ) غير منكرين بأنّ كلمة الكتاب قد وردت في جملة من الآيات والسور المكّية أيضاً كقوله تعالى : (أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ) (٨) وقال تعالى : (تَنزِيلُ الْكِتَابِ لاَ رَيْبَ فِيهِ) (٩) وقال تعالى :
__________________
(١) العُسُبْ : جمع العسيب ، جِرّيدة من النخل كُشِط خوصها.
(٢) اللِّخاف : جمع اللَّخْفه ، حجارة بيض الرّقاق.
(٣) الأكتاف : جمع كتف وهو عظم الإبل أو الشاة.
(٤) الأقتاب : جمع قتب وهو الخشب الذي كانوا يضعونه على ظهر البعير ليركبوا عليه.
(٥) الرقاع : جمع رقعة ولها معنى واسع يشمل أوراق الأشجار وجلود الحيوانات وكلّ ألوان الورق الأخرى.
(٦) الحرير : نسيج كانوا يكتبون القرآن أحياناً عليه.
(٧) القراطيس : جمع قرطاس وهو الورق.
(٨) سورة العنكبوت : ٥١.
(٩) سورة السجدة : ٢.