كتاب الله» يؤكّدان على وجود كتاب مدوّن بين أيدي المسلمين أحالهم عليه.
ولا يمكن القول بأنّه كان في صدورهم فقط ؛ لأنّ الرسول (صلى الله عليه وآله) قال لهم : «ائتوني بكتف ودواة كي أكتب لكم كتاباً» ثمّ قول عمر : «حسبنا كتاب الله» ؛ لأنّ الكتاب لا يطلق على الألفاظ بل يطلق على المدوّن المكتوب.
قال الإمام الخوئي معقّباً على حديث الثقلين بقوله : «وفي هذا دلالة على أنّه كان مكتوباً مجموعاً ، لأنّه لا يصحّ إطلاق الكتاب عليه وهو في الصدور ، بل ولا على ما كتب في اللِّخاف والعُسُبْ والأكتاف ، إلاّ على نحو المجاز والعناية ، والمجاز لا يحمل اللفظ عليه من غير قرينة ، فإنّ لفظ الكتاب ظاهر فيما كان له وجود واحد جمعي ، ولا يطلق على المكتوب إذا كان مجزّءاً غير مجتمع فضلاً عمّا إذا لم يكتب وكان محفوظاً في الصدور فقط»(١).
إذن كتاب الله كان موجوداً في الجملةِ بين أيدي الناس ، لكنّه لم يكن كاملاً ، بل النازل ـ إلى ذلك الحين ـ كان كلّه عند كلّهم ، على تفاوت في الجمع بينهم.
٩ ـ وعن زيد بن ثابت قوله : «كنّا عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) نؤلّف القرآن من [في] الرقاع»(٢).
__________________
(١) البيان في تفسير القرآن : ٢٧١.
(٢) سنن الترمذي ٥/٧٣٤ / ح ٣٩٥٤ ، المستدرك ٢/٢٤٩ / ح ٢٩٠١ ، ٢/٦٦٨ /