عمله العلمي في هذه المخطوطة :
رحل الشيخ أبو جعفر نازويه القمّي ـ رضوان الله تعالى عليه لتحمّل نسخة مضبوطة من هذا التراث الغالي ـ كتاب نهج البلاغة إلى جنزة ، وهي معرّبة من غَزْنَة(١) من نواحي خراسان القديمة(٢) ، فاستنسخ أوّلا نسخة منه هناك ، وقابلها مع الأصل المنتسخ عنها ثانياً ، وذلك بمساعدة ابن فندق البيهقي علي بن أبي القاسم (٥٦٥هـ) الثاني من شرّاح النهج ، والمطبوع شرحه باسم معارج نهج البلاغة ، والذي ألّف شرحه هذا قبل هذا التاريخ (٥٥٦هـ) بثلاث سنين ـ يعني في ١٣جمادى الأُولى من سنة ٥٥٢هـ (٣) ؛ وكانت المقابلة في أثناء عمل الاستنساخ ، حيث فرغ من استنساخ كلّ
__________________
(١) الصحيح غَزْنِين ؛ وهي مدينة عظيمة وولاية واسعة في طرف خراسان ، وهي الحدّ بين خراسان والهند ، وقد نسب إليها من لا يعدّ ولا يحصى من العلماء ، ومازالت آهلة بأهل الدين ولزوم طريق أهل الشريعة والسلف الصالح ، وهي كانت منزل بني محمود بن سُبُكْتكين إلى أن انقرضوا (قاله ياقوت الحموي في معجم البلدان ٤/٢٠١). وغزنة الآن من بلاد أفغانستان وتعرف الآن بينهم بـ : (غزني) وهي مركز محافظة غزني ، وساكنيها أكثرها من الشيعة الإماميّة (انظر : فرهنگنامه تطبيقى نام هاى قديم وجديد مكان هاى جغرافيايى ايران ونواحى مجاور لعلي رضا چكنگي : ٥٧).
(٢) لا يخفى أنّ ابن فندق كان رجلاً رحّالاً إلى أماكن مختلفة وأكثرها كانت من بلاد خراسان القديم ؛ منها : مرو ، وششتمذ ، وسرخس ، ونيسابور ، ونوقان ، وطوس ، والريّ (انظر مقدّمة معارج نهج البلاغة : ٧٠ ـ ٧٤).
(٣) معارج نهج البلاغة : ٩٠٠.