ولكن قول الشريف أشرف وألطف في الكناية والعفّة وأظرف ، ويحكى عن الصاحب أنّه قال : كانت الشعراء تصف المآزر تنزيهاً لألفاظها عمّا يستشنع ذكره حتّى تخطّى هذا الشاعر (أي المتنبّي) إلى التصريح الذي لم يهتد له غيره بقوله هذا ، وكثير من العهر أحسن من هذا العفاف.
قال الشريف من قصيدة :
تلذّ عيني وقلبي منك في ألم |
|
فالقلب في مأتم والعين في عرُسِ |
أخذه لفظاً ومعنى من أبي تمّام :
أسكِّن قلباً هائماً فيه مأتم |
|
من الشوق إلاّ أنّ عينيّ في عرسِ |
وقال الشريف في القادر أبي العبّاس حين ولِّي الخلافة :
شرف الخلافة يا بني العبّاس |
|
اليوم جدَّده أبو العبّاس |
هذا الذي رفعت يداه بناءها الـ |
|
ـعالي وذاك موطّد الآساس |
وقد ألمَّ فيه بقول ابن الرومي في المعتضد بالله :
كما بأبي العبّاس أنشي ملككم |
|
كذا بأبي العبّاس منكم يجدَّد |
قال الشريف مادحاً :
كأنّ ملوك الأرض حول سريره |
|
بغاث وقوف والقطاميّ جالس |