الأسانيد وبذلوا عناية فائقة في حفظ تراثهم وتدوينه ، وذلك بعد ما اطّلعوا على الجناية العظمى والمؤامرة الكبرى التي حاكها ساسة الشرّ من أجل طمس هويّتهم (صلوات الله وسلامه عليهم).
وهكذا صنع كبار أئمّة أهل السنّة المنصفين ، ومن منطلق : قل الحقّ ولو على نفسك ، فصنّفوا المجلّدات الطوال ودوّنوا الأحاديث والأخبار التي تخصّ مناقب آل النّبيّ الأطهار ، ومن بين أُولئك الأعلام الأخيار السيّد عليّ ابن شهاب الدين الهمداني ، الذي أخذ على عاتقه أن يُلملم شتات مفاخرهم ويجمع ما تفرّق من فضائلهم بكتاب موجز سمّاه مودّة القربى وأهل العبا ، وهو كتاب عانى الضّياع والإهمال طوال القرون السبعة المنصرمة.
وقد رغّب إلىّ الأستاذ فارس حسّون كريم تحقيق هذا السفر الجليل ، ثقة منه بي ورغبة في تحقيق تراث أهل البيت ونشر أفكارهم ومعارفهم ، فشمّرت عن ساعد الجدّ تلبية لطلبه الكريم في تحقيق هذا الكتاب القيّم ، كي يخرج إلى النور بحُلّة جديدة بعد أن مضى عليه زمن طويل من الغياب والإهمال.
وقد وضعنا المقدّمة على قسمين :
القسم الأوّل : يتناول جوانب من حياة المؤلّف.
والقسم الثاني : تحدّثنا فيه عن منهجيّة تحقيق الكتاب.
ولا أدّعي أنّي أحرزت الكمال والتّمام في عملي هذا ، فالكمال له وحده سبحانه ، آملاً منه تعالى أن يهدينا بهدايته وينيرَ لنا دربه ويُنيلنا شفاعة محمّد وآله(صلى الله عليه وآله) ، إنّه خيرُ مدعوّ وخيرُ مجيب.
|
محمّد جواد النجفي ١٧ / ربيع الأوّل / ١٤٢٩ |