ويبدو أنّه لم يلق ذلك الاهتمام اللائق في البلاد العربية على الرغم من انتشار مخطوطاته في مراكزها العلمية ، فبقي ذكره خاملا هناك وآثاره ومخطوطاته مهجورة على رفوف المكتبات تعاني الإهمال والضياع وتعلوها أكوام الغبار ، وهي تنتظر من يمدّ لها يد العون ويخرجها إلى الحياة كي تأخذ مكانها اللائق بها.
شيوخهُ وتلامذتهُ :
أخذ السيّد الهمداني علومه ومعارفه عن أمّة من علماء عصره وزهّاد زمانه ، ولكثرة أسفاره وترحاله سبب وثيق في إدراكه عدد غير قليل من كبار أئمّة ومشايخ عصره.
يقول الجامي في كتابه (نفحات الأُنس) : «وصحب السيّد عليّ الهمداني من المشايخ أربعمائة وألف ، واجتمع في مجلس واحد بأربعمائة شيخ مكمّل»(١).
ومن هنا يُعلم أنّ السيّد الهمداني قد نهل من علوم هؤلاءِ ومعارفهم كثيراً.
فقد كان ملازماً للشّيخ شرف الدين محمود بن عبد الله المزدقاني ، إلاّ أنّه أخذ الطريقة من صاحب السرّ بين الأقطاب تقي الدين عليّ دوستي ، الذي أخذ عن الشيخ ركن الدين أحمد بن محمّد المعروف بعلاء الدولة السمناني.
ولمّا توفّي تقي الدين عليّ عاد إلى الشّيخ شرف الدين محمود(٢) ،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) نفحات الأنس ٢ / ٦٠٩.
(٢) نفسه.