تدور إلى أقصى بلاد العالم ، فدار في الربع المسكون ثلاث مرّات»(١).
وكان للسيّد المترجم محبّة كبيرة في نفوس أصحابه ومريديه وكلّ من يتّصل بجنابه من بعيد أو قريب.
وروي أنّه لمّا كان في خراسان وقع خلاف بينه وبين الأمير تيمور كوركان في معنى الحكمة ، فقدم كشمير سنة (٧٤٠ هـ أو ٧٤١ هـ) مع سبعمائة من أصحابه ، فأسلم على يده غالب أهلها(٢).
ومن هذا يتّضح أنّ للسيّد الهمداني أثراً بالغاً وكبيراً في نشر التعاليم الإسلامية في أصقاع الأرض ، ويعود الفضل في ذلك إلى وظيفته الصوفية الرهبنية التي حتّمت عليه أن يسيح في الأقطار ويجول في الأمصار.
كلماتُ العلماءِ في حقّهِ :
نال السيّد الهمداني شهرة واسعة في أرجاء المعمورة ، وقد حضي بالمدح الجزيل والثناء الجميل من قبل كبار العلماء ومشاهير العرفاء ، فنعتوه بما يفوق الوصف والإطراء ، وهذه إشارة إلى كلمات بعض الأعلام في حقّه :
قال تلميذه نور الدين البدخشي :
«في بيان بعض فضائل العروة الوثقى ، حضرة الرحمن الشكور الفخور ، بجناب الديّان ، قرّة عين محمّد الرسول ثمرة فؤاد المرتضى والبتول ، المطّلع على حقائق الحديث والتفسير الممعن في السرائر بالبصيرة والتبصير ، المرشد للطالبين في الطريق السبحاني ، الموصل للمتوجّهين إلى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
(١) نفحات الأنس ٢ / ٦٠٩.
(٢) مجلّة الموسم ٨ / ١٣٠٠.