من غيره ممّن تحدّثوا عن مذهبه ، ولأنّه عالمٌ بطبقات الحنفية أيضاً.
وممّن حسبه كذلك الإمام الكهنوي ، قال عنه : «السيّد عليّ بن شهاب الدين الهمداني ، من مشاهير علماء السنّة وعرفائهم ، ومن الفقهاء الحنفية»(١).
وعدّه كذلك السيّد شهاب الدين المرعشي في موسوعته ، فإذا ذكر مصادر أهل السنّة قال عنه : «ومنهم ـ أي ومن علماء السنّة ـ السيّد الهمداني».
وجاء في نفحات الأزهار : «السيّد الهمداني من كبار علماء أهل السنّة ومن مشاهيرهم»(٢).
رحلاتُه وأسفارُه :
امتاز السيّد الهمداني بكثرة الأسفار والترحال وطرقه البلاد والأمصار ، فطاف أغلب البلاد المسكونة وتعرّف على كبار مشايخ أهلها واصطحب عدّة من أوليائها ، حتّى لقّب بالسيّد السائح(٣) ، وكان ذلك جزأً من وظائفه الصوفية ومهمّة من مهامّه العرفانية.
فقد حدّثنا الجامي في كتابه نفحات الأنس عن السيّد الهمداني قائلاً : «لمّا مات الشّيخ تقي الدين عليّ رجع السيّد الهمداني إلى الشّيخ شرف الدين محمود ، فقال : ما تقول أيّها الشيخ؟ فقال الشّيخ : أمر الله تعالى أن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) خلاصة العبقات ٤ / ٦٨.
(٢) نفحات الأزهار ٩ / ١٧٩.
(٣) السياحة كما جاء في الأدب الفارسي هي رهبنة كانت رائجة قبل الإسلام وبعده ، وكانت تختصّ بالمانويين الزنادقة ، وقد أشير إليهم في القرآن الكريم بعنوان السائحين والسائحات.