من علماء أهل السنّة فحسب ، ولم يُذكر اسم مذهبه صريحاً ، ووُصِفَ في بعض الكتابات المتأخّرة أنّه كان حنفىّ المذهب ، وقال بعضهم : إنّه شافعيٌّ ، مسلّمين بتسنّنه دون تردّد.
وعدّه بعضهم شيعيّاً ، لذا ترجم له الطهراني في الذريعة والعاملي في الأعيان مستندين بذلك على ما كتبه القاضي نور الله التستري ، إذ كتب رسالةً في إثبات تشيّعه وأورد في ذلك جملةً من الأدلّة(١).
ولكن المشهور من أمره أنّه من كبار علماء السنّة ، فهو يكتب على طريقتهم وناشئ على عاداتهم ، ولاسيّما إذا لاحظنا مشائخه وأصحابه الذين هم من علماء أهل السنّة غير أنّ حبّه لآل البيت وتسليمه فيما اتّضح له من الحجج والبراهين الدالّة على وجوب ولائهم وفرض محبّتهم جعل الشّكّ يحول دون الجزم بتسنّنه عند بعض الكتّاب ، كما هو حال الكثيرين من كبار علماء أهل السنّة كالنسائي والحاكم النيسابوري وغيرهم ممّن حُسِبوا شيعةً بسبب ما كتبوه ودوّنوه من فضائل آل البيت ومناقبهم التي كانت من المحظورات آنذاك.
ويظهر أيضاً أنّ الهمداني حنفىّ المذهب ، فقد عدّه محمود بن سليمان الكفوي المتوفّى سنة ٩٩٠ هـ والذي قال عنه الزركلي : «إنّه عالمٌ بتراجم الحنفية» عدّ السيّد الهمداني من علماء الحنفية في كتابه طبقات الحنفية والمسمّى بـ كتائب الأعلام الأخيار من فقهاء مذهب النعمان المختار ، وأورد له ترجمة وافية مؤطّرة بالمدح والثناء البالغ.
ويمكن الركون إلى قول الكفوي هذا كونه أقرب إلى عهد الهمداني
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) الذريعة ١١ / ٩.