حارب بعض المتخلّفين عن بيعته ولم يقدم على فتوحات وليست له غزوات وحروب كثيرة كما يدّعيه.
المهمّ أنّ سؤال السائل يتراوح في مكانه ولا نقف على جوابه بل نعيده عليه ونقول : لماذا لا نراهم يجتمعون في ذلك ويتركون الأمر إلى زيد ابن ثابت وأمثاله.
بل لماذا ـ على أقلّ تقدير ـ لا يستفيدون من الإمام عليّ عليهالسلام وخبراته ، وابن مسعود وطراوة قراءته ، ولا يشركانهما في جمع القرآن.
هل لكون أميرالمؤمنين عليّ عليهالسلام كان منافساً لهم ، فلو كان عليّ عليهالسلام منافساً لهم ، فلماذا لا نرى اسم عمر وعثمان ـ وهم من الجناح المقابل ـ يتعهّدون الأمر بنفسهم بدل زيد بن ثابت؟ إنّه تساؤل يبحث عن جواب.
وهناك سؤال آخر : لِمَ أسند أبوبكر جمع المصحف لزيد وحده ، في حين أنّ عثمان أضاف إليه ثلاثة من رجال قريش ؟ هل جاء هذا لعدم الاطمئنان بعمل زيد ، أو لرفع روح القَبَليّة وأشرك الآخرين في هذه العملية ، أو كان لشيء آخر ؟
والجواب : إنّ إثبات ما ادّعوه في كون زيد هو الرجل المقترح لجمع القرآن على عهد أبي بكر «لكونه شابّاً وله انعطاف ولم يكن ممّن يعتدّ برأيه ويصرّ عليه» ، فلو كان كذلك فهو ليس بمدح له بل هو ذمّ ؛ لأنّ الذي لا يعتدّ برأيه وله انعطاف في ثوابته ولا يصرّ على قناعته فهو مشكوك في قراره ، بل هناك شباب كثر لهم هذه الخصوصية.