بنظري أنّ عثمان التفت إلى هذه المسألة ، فأعاد جمع القرآن بمنهجيّة جديدة ، وهي إضافة ثلاثة أشخاص من قريش إلى الأنصاري زيد :
أحدهما أسدي ، وهو عبدالله بن الزبير.
والآخر مخزومي ، وهو عبدالرحمن بن الحارث.
والثالث سعيد بن العاص ، وهو أمويّ ، لتكون المجموعة متنوّعة لها ثقلها القبلي عند الصحابة وعدم انحصارها ببعض الأنصار.
بل جعل الغلبة في هذه المجموعة لقريش ؛ لأنّ القرآن نزل على رجل من قريش ، كلّ ذلك لكي يعيد ثقة الصحابة بالمدوّن على عهد أبي بكر وجعله مصحفاً إماماً عند اللاحقين.
ولنضف إلى السؤالين السابقين سؤالا آخر وهو ما تسائل عنه الدّانيّ في كتاب المقنع وهذا نصّه :
«فإن قيل : فلِمَ خُصَّ زيد بأمر المصاحف ، وقد كان في الصّحابة من هو أكبر منه كابن مسعود وأبي موسى الأشعريّ وغيرهما من متقدّمي الصَّحابة ؟
قلت(١) : إنّما كان ذلك لأشياء كانت فيه ، ومناقب اجتمعت له لم تجتمع لغيره ، منها : أنّه كتب الوحي للنّبيّ(صلى الله عليه وآله) ، وأنّه جمع القرآن كلّه على عهد رسول الله(صلى الله عليه وآله) ، وأنّ قراءته كانت على آخر عرضة عرضها النّبيّ على
__________________
(١) والكلام للداني.