جبريل عليهماالسلام. وهذه الأشياء توجب تقديمه لذلك وتخصيصه به ، لامتناع اجتماعها في غيره ، وإن كان كلّ واحد من الصَّحابة (رضوان الله عليهم) له فضله وسابقته ، فلذلك قدّمه أبو بكر لكتب المصاحف ، وخصّه به دون غيره من سائر المهاجرين والأنصار»(١).
أقول : هناك غير زيد بن ثابت أيضاً قد كتب القرآن على عهد رسول الله(صلى الله عليه وآله) ، وكلّ واحد من أولئك كان يعتقد بأنّ مصحفه هو الأصل لا يجوز التغيير فيه والتبديل ، وقد مرّ عليك كلام أبي موسى الأشعري وعدم سماحه لعثمان بأن ينقص من مصحفه شيء ، وهجوم ابن مسعود على عثمان في تقديم زيد لهذه المهمّة ، كلّ ذلك اعتقاداً منهم بأنّ مصحفهم هو الأقرب إلى الواقع ، هذا أوّلاً.
وثانياً : لم يثبت كون قراءة زيد هي المأخوذة من على العرضة الأخيرة على رسول الله(صلى الله عليه وآله) فقط ، بل هناك من ادّعى أنّه شهد العرضة الأخيرة كابن مسعود(٢).
__________________
(١) المقنع للداني : ١٢١ ـ ١٢٢.
(٢) قال الباقلاّني في الانتصار لنقل القرآن عن سبب اختيار عثمان حرف زيد دون غيره : ويمكن أن يقال : إنّما اختار حرف زيد لأمر عَلِمَهُ لا نعلمه نحن ، لأنّهم يظهر لهم ما يخفى علينا إلى أن يقول : وأوّل ما نبدأ أن نقول : ليس هاهنا حرف هو حرف زيد أو حرف أُبيّ أو معاذ بل الحروف كلّها لله سبحانه ، نزّلها ووقفنا عليها وإنّما نسب بعضها إلى زيد لأمرين ، أحدهما : أنّه ولي كتب تلك الحروف في الذي لم يكتب عثمان دون