«فعن مجاهد عن ابن عبّاس قال : أيّ القراءتين ترون كان آخر القراءة ؟ قالوا : قراءة زيد ، قال : لا ، إنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله) كان يعرض القرآن كلّ سنة على جبريل عليهالسلام فلمّا كانت السّنة الّتي قبض فيها عرضه عليه عرضتين ، فكانت قراءة ابن مسعود آخرهنّ هذا حديث صحيح الإسناد ، ولم يخرّجاه بهذه السّياقة ، وفائدة الحديث ذكر عبدالله بن مسعود»(١).
كما أنّ أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب قال بأنّه كان آخر الناس عهداً برسول الله(صلى الله عليه وآله) وكان يخلو به(صلى الله عليه وآله) ليلاً ونهاراً.
فهذان الأمران اللَّذان ذكرهما الكردي هما موجودان عند الآخرين أيضاً ، وقد تكون عند الآخرين أقوى ممّا تكون عند زيد.
بل لعليّ بن أبي طالب عليهالسلام اُمور لم تكن لغيره من الصحابة من أمثال زيد بن ثابت ، فقال عليهالسلام في خطبة القاصعة :
«... ولقد كان يجاور في كلّ سنة بحراء فأراه ولا يراه غيري ، ولم يجمع بيت واحد يومئذ في الإسلام غير رسول الله(صلى الله عليه وآله) وخديجة وأنا ثالثهما ، أرى نور الوحي والرسالة وأشمّ ريح النبوّة.
ولقد سمعت رنّة الشيطان حتّى نزل الوحي عليه(صلى الله عليه وآله) فقلت : يا رسول الله ما هذه الرنّة ؟
__________________
أُبي وغيره ـ إلى أن يقول : ـ وروى عن ابن مسعود أنّه قال : لو أعلم أحداً أقرب بالعرضة الأخيرة منّي لاتيته. (نصوص في علوم القرآن ٣ : ١٨٥ عن الانتصار).
(١) المستدرك على الصحيحين للحاكم النيشابوري ٢ / ٢٥٠ ح ٢٩٠٣.