فقال : هذا الشيطان آيس من عبادته إنّك تسمع ما أسمع وترى ما أرى إلاّ أنّك لست بنبيّ ولكنّك وزير وأنّك لعلى خير»(١).
هذا مجمل الكلام عن الجمع الأوّل للقرآن ، أي جمع أبي بكر للقرآن في الصحاح والسنن السنّية.
لكن الشيعة لهم وجهة نظر أُخرى في علل هذا الجمع من قبل أبي بكر ، نذكرها ثمّ نعلّق عليها إن اقتضى الأمر.
أبو بكر وجمع القرآن في روايات الشيعة :
«فعن أبي ذر الغفاري أنّه قال : لمّا توفّي رسول الله(صلى الله عليه وآله) جمع عليّ عليهالسلام القرآن وجاء به إلى المهاجرين والأنصار وعرضه عليهم كما قد أوصاه بذلك رسول الله(صلى الله عليه وآله).
فلمّا فتحه أبو بكر خرج في أوَّل صفحة فتحها فضائح القوم ، فوثب عمر وقال : يا عليّ اردده فلا حاجة لنا فيه ، فأخذه عليهالسلام وانصرف.
ثمَّ أحضروا زيد بن ثابت ـ وكان قارياً للقرآن ـ فقال له عمر : إنَّ عليّاً جاء بالقرآن ، وفيه فضائح المهاجرين والأنصار ، وقد رأينا أن نؤلّف القرآن ونسقط منه ما كان فيه فضيحة وهتك للمهاجرين والأنصار ، فأجابه زيد إلى ذلك ، ثمَّ قال : فإن أنا فرغت من القرآن على ما سألتم وأظهر عليٌّ القرآن
__________________
(١) نهج البلاغة ٢ / ١٥٣ ـ ١٦٠ رقم ١٩٢.