فقال : «إنّ الأثر هو أعمّ من الخبر والحديث ، فيقال لكلّ منهما أثر بأيّ معنى اُعتبر ، وقيل : إنّ الأثر مساو للخبر ، وقيل : الأثر ما جاء عن الصحابي ، والحديث ما جاء عن النبيّ(صلى الله عليه وآله) ، والخبر أعمّ منهما»(١).
والظاهر أنّ الشهيد الثاني اعتقد بالرأي الأوّل وهو أن الأثر أعمّ من الخبر والحديث ، وقد أيّده في ذلك الشيخ المامقاني (ت ١٣٥١هـ) ، فقال في (مقباس الهداية) : «هذا القول أشبه الأقوال في معنى الأثر»(٢).
ب ـ الأثر يرادف الحديث :
إلاّ أنّ الشيخ البهائي (ت ١٠٣٠هـ) في (الوجيزة) ، والسيّد حسن الصدر العاملي (ت ١٣٥٤هـ) في (نهاية الدراية) ، عارضا التعميم الآنف الذكر ، وقالا : بأنّ «الأثر يرادف الحديث»(٣) ، وأكّده الشيخ الطريحي (ت ١٠٨٥هـ) في (جامع المقال) ، فقال : «الأثر يرادف الحديث في الأكثر ، وربّما خُصَّ بما جاء من غير المعصوم»(٤).
ج ـ الأثر ما جاء عن أئمّة أهل البيت عليهمالسلام :
واصطلاح (الأثر) عند المتأخّرين على الأغلب هو ما جاء عن أئمّة أهل البيت عليهمالسلام ، وهذا ما اعتقده الداماد (ت ١٠٤١هـ) في (الرواشح السماوية) ، فقال مفصِّلاً : «الأثر في الأشهر الأعرف أعمّ من أن يكون قول
__________________
(١) الرعاية في علم الدراية : ٥٠.
(٢) مقباس الهداية ١ / ٦٥.
(٣) الوجيزة : ٤ ، ونهاية الدراية : ٨٢.
(٤) جامع المقال : ١.