بصالح للتعديل إلاّ ممّن عهد منه الإصطلاح الجديد ، أمّا من لم يعهد منه ذلك فلا ، على ما لا يخفى»(١).
وسار الوحيد البهبهاني (ت ١٢٠٦هـ) على نفس الرأي ، فقال : «لا يدلّ على تعديل الراوي ، لأنّ منشأ الوثوق عند القدماء أعمّ من كون الراوي من الثقات أو أمارات أخر. نعم هو مدحٌ»(٢).
ونفس الرأي في (توضيح المقال) ، قال : «لا ريب في إفادته مدح الراوي في روايته مدحاً كاملاً بل في نفسه ، وهل يفيد وثاقته أيضاً أم لا ؟ والذي يظهر أنّه في عبائر القدماء أضعف من قولهم (ثقة في الحديث).... العبارة المذكورة لا تفيد الوثاقة ، لا فيمن وردت في حقّه ،ولا فيمن روى هو عنه»(٣).
ج ـ يدلّ على الصدق والضبط :
قال المقدّس الكاظمي (ت ١٢٢٧هـ) في (عدّة الرجال) : «لقائلٌ أن يقول : أقصاه الصدق والضبط ، وهما لا يستلزمان الوثاقة المأخوذ فيها الإيمان ، بل ربّما قضت الإضافة بإختصاص المدح بالحديث دون المحدّث»(٤).
وأيّده السيّد حسن الصدر العاملي (ت ١٣٥٤هـ) قائلاً : «إنّما يعدُّ
__________________
(١) جامع المقال : ٢٦.
(٢) فوائد الوحيد : ٢٧ ـ ٢٨.
(٣) توضيح المقال : ١٩٩ ـ ٢٠٠.
(٤) عدة الرجال ١ / ١١٨.