حديث المحدّث صحيحاً في نفسه ، ويتلقّى منه بالقبول إذا كان ثقة ، والصدوق الضابط غير الإمامي لا يصفونه المتقدّمون بصحيح الحديث ، بل بمقبول الحديث ، فتأمّل. هذا وربّما يقال : الإضافة تقضي باختصاص المدح بالحديث دون المحدّث»(١).
٥ ـ مصطلح (القويّ) :
وهذا المصطلح أقرب إلى (الموّثق) في تقسيم الحديث ، بحيث قال الشهيد الثاني (ت ٩٦٦هـ) : «يقال للموثّق القويّ أيضاً»(٢) ، لكن المحقّق المامقاني (ت ١٣٥١هـ) اعترض على ذلك وقال : «تسمية الموثّق قويّاً وإن كان صحيحاً لغةً إلاّ أنّه خلاف الإصطلاح»(٣). وهكذا قبله رأى الشيخ حسين بن عبد الصمد (ت ٩٨٤هـ) أنّه : «قد يراد بالقويّ مروىّ الإمامي غير الممدوح ولا المذموم ، أو مرويّ المشهور في التقدّم غير الموثّق»(٤).
واستعملت كلمة (القويّ) في وصف الحديث بصفات رواته ، بدرجة الموثّق والحسن والصحيح :
أ ـ القوىّ كالموثّق : و«هو ما كان بعض رواته مسكوتاً عن مدحه وذمّه ، وواقعاً بعد من يقال في حقّه : (أجمعت العصابة) وكان الباقي ثقة ، وكان بعض الثقات غير إماميّ ، وكان بعضٌ من غير الإماميّ ممدوحاً بمدح
__________________
(١) نهاية الدراية : ٣٩٨.
(٢) الرعاية في علم الدراية : ٨٤.
(٣) مقباس الهداية ١ / ١٧١.
(٤) وصول الأخيار : ٩٨.