الفصل الثالث
المدارس الحديثية في التاريخ الإمامي
مقدّمة :
بعد أن كُتبت الأصول الأربعمائة ، ثمّ تلتها المجاميع الحديثية الكبرى ، اتّجه العرف العلمي الإمامي إلى تنشيط البحث العلمي حول رواة الحديث وسيرتهم ، ثمّ كلّ ما يتعلّق بعلم الحديث من حيث السند والمتن ، وهذا هو جوهر علم الدراية. فصُنّفت المصنّفات العلمية التي حاولت وضع الضوابط الخاصّة بالأخذ بالحديث الصحيح أو الحسن أو الموثّق وتشخيص الضعيف والمهمل.
وفي البداية كان الحديث الشريف قد كُتب زمن النبيّ(صلى الله عليه وآله) عن طريق أهل البيت عليهمالسلام ، ولم تكن بالطبع حاجة حينئذ إلى علم الدراية ، ولكن عندما طوت العصور صحفها ، وتقدّم الزمن ، ظهرت الحاجة إلى معرفة سلسلة الإسناد ، ومطابقة المتن للأصول العامّة للدين ، فبدأت الدراسات العلمية لعلم الدراية والحديث ، ومنهجنا أن نضع ذلك الفيض العلمي لعلمائنا الأبرار على شكل مدارس ، لكلّ مدرسة قرن كامل من الزمان.