مدرسة القرن الأوّل الهجري :
تشير الدلائل التاريخية إلى أنّ أوّل من كتب حديث النبي(صلى الله عليه وآله) هو عليّ ابن أبي طالب عليهالسلام ، وفي ذلك كتابان لهما أهمّية عظيمة ، وهما :
١ ـ الصحيفة الجامعة : ويسمّى كتاب عليّ عليهالسلام ، وهو من إملاء النبيّ(صلى الله عليه وآله) وخطّ عليّ عليهالسلام بيده ، فكان أوّل تدوين للسنّة النبوية الشريفة ، وكان أئمّة أهل البيت عليهمالسلام كالسجّاد والباقر والصادق عليهالسلام يشيرون إلية بإكبار ، فكان الإمام الصادق عليهالسلام يقول : «وإنّ عندنا الجامعة ، وما يدريهم ما الجامعة؟ ! صحيفة طولها سبعون ذراعاً بذراع رسول الله(صلى الله عليه وآله) وإملائه من فلق فيه ، وخطّ علىّ بيمينه»(١) ، و«إنّ عندنا ما لا نحتاجُ معه إلى الناس ، وإنَّ الناسّ ليحتاجون إلينا ، وإنّ عندنا كتاباً إملاء رسول الله(صلى الله عليه وآله) ، وخطّ علىّ عليهالسلام ، صحيفة فيها كلُّ حلال وحرام»(٢).
الدلالات :
أ ـ إنّ أئمة أهل البيت عليهمالسلام كانوا يصرّحون بأنّ الصحيفة الجامعة ضمّت أحاديث الرسول(صلى الله عليه وآله) فيما يتعلّق بالحلال والحرام ، أي الأحكام الشرعية الرئيسية ، أمّا الاستحباب والكراهة فربّما كُتبت في صحيفة أخرى ، أو ربّما حُفظت في القلوب.
__________________
(١) أصول الكافي ١ / ٢٣٩ ح ١.
(٢) أصول الكافي ١ / ٢٤١ ـ ٢٤٢ ح ٦.