أولاد الشاة إذا عَظُم واستكرش. قال أبو عبيد : إذا بلغ ولد المعزى أربعة أشهر ، وجَفَرَ جنباه ، وفُصل عن أمّهِ ، وأخذ في الرعي فهو جَفَرٌ»(١).
وطالما ذكر المؤرّخون الجفر والصحيفة الجامعة كتابان للإمام عليهالسلام ، «قال ابن طلحة : الجفر والجامعة كتابان جليلان ، أحدهما ذكره الإمام علىّ ابن أبي طالب عليهالسلام وهو يخطب بالكوفة على المنبر ، والآخر أسرَّه [إليه] رسول الله(صلى الله عليه وآله) ، وأمره بتدوينه»(٢).
وكان كتاب الجفر معروفاً لدى المسلمين ، إلى درجة أنّ أبا العلاء المعرّي ذكره في قصيدته ، وهو يردّ فيها على من أنكر حقيقة العلم الذي حواه ذلك الكتاب ، فيقول :
لقد عَجِبوا لأهلِ البيتِ لمّا |
|
أروهُمْ عِلمَهُمْ في مَسْكِ جَفْرِ |
وَمِرآةُ المُنَجِّمِ وهي صُغرى |
|
أرتْهُ كُلَّ عَامِرَة وقَفْرِ(٣) |
والظاهر أنّ محتويات (الجفر) و(الجامعة) وما فيهما من أحاديث وروايات قد وجدت طريقها إلى الكتب الحديثية الكبرى كالكافي ، والفقيه ، والاستبصار ، والتهذيب.
مصنّفات الأركان الأربعة :
ولم يكن الإمام عليّ بن أبي طالب عليهالسلام لوحده في ميدان كتابة
__________________
(١) لسان العرب ٢ / ٣٠٤.
(٢) كشف الظنون ١ / ٥٩١ ـ ٥٩٢ تحت عنوان : علم الجفر والجامعة.
(٣) لزوم ما لا يلزم ٢ / ٧٤٨. المَسْك : الجلد.