الثالث : الروايات المرتبطة بالسيرة النبوية وأحداث صدر الإسلام والتي تأخذ غالباً من الطبري وبعض مصادر السيرة مثل الزهري ، ابن هشام ، ابن إسحاق ، الواقدي ، وعمر بن شبّه.
وبما أنّ الروايات المشار إليها في البحث آنفاً لم ترد في تفسير الطبري ولم نعثر عليها في المصادر التفسيرية الشيعية قبل الوزير المغربي مثل : (الحبري ، السيّاري ، العيّاشي ، فرات الكوفي ، علي بن إبراهيم القمّي والنعماني) ، فلابدّ لنا أن نبحث عنها في غير هذين النطاقين للعثور عليها ، لكنّنا لم نعثر في مصادر السيرة على روايات حوت على النصّ المذكور آنفاً بعينه إلاّ أنّنا عثرنا على بعض الروايات في تفاسير أهل السنّة تحمل هذا المضمون ، وإنّ أقدم ما وصلنا ممّا له صلة مع موضوع بحثنا هذا يمكن أن نجده عند كلٍّ من محمّد بن السائب الكلبي (ت ١٤٦ هـ) ، مقاتل بن سليمان (ت ١٥٠ هـ) ، ومحمّد بن عمر الواقدي (ت ٢٠٧ هـ) ، علماً بأنّ الكلبي فيما يخصّ موضوع بحثنا هذا يحظى بأهمّية أكبر من صاحبيه. وذلك لأسباب أوّلها : أنّه كانت له ميول شيعية ، وثانيها : أنّ الطبري ينقل تارةً في تفسيره روايات قليلة عنه عن طريق (أبو صالح عن ابن عبّاس) ولكنّه لم ينقل أبداً في تفسيره عن مقاتل بن سليمان والواقدي أيّ رواية قطّ.
تفسير محمّد بن السائب الكلبي :
إنّ أصل كتاب تفسير الكلبي وهو كتاب كبير ومفصّل لم يُعثر عليه إلى