اليوم(١) ، ولكن جاءت رواياته التفسيرية في كتب مختلفة من جملتها تفسير عبد الرزّاق الصنعاني ، تفسير الحبري ، معاني القرآن للفرّاء ، بحر العلوم للسمرقندي ، وقليل منها في تفسير الطبري.
لقد دوِّن قسم من هذه الروايات في نهاية القرن الثالث الهجري بيد أبي محمّد عبد الله بن محمّد بن وهب الدينوري (ت ٣٠٨ هـ) حيث جاءت هذه الروايات عن طريق أبي صالح عن ابن عبّاس وقد جاء هذا التدوين على شكل تفسير تحت عنوان الواضح في تفسير القرآن ، وقد أعاد تدوينها الفيروزآبادي في بداية القرن التاسع الهجري تحت عنوان : تنوير المقباس من تفسير ابن عبّاس.
توجد عبارات من تفسير الكلبي في كتاب الدينوري الواضح في تفسير القرآن لها شبه كبير مع ما نقله الوزير المغربي في تفسير المصابيح ، فقد جاء في تفسير الآية ٤١ من سورة البقرة : «(وَلاَ تَشْتَرُوا بِآيَاتِي) بكتمان صفة محمّد النبيِّ ونعته (ثَمَناً قَلِيلاً) عرضاً يسيراً من المأكلة»(٢) ؛ وقد جاء في سياق الآية ٧٩ من سورة البقرة : «(ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا) في الكتاب الذي جاء
__________________
(١) يبدو أنّ وجود أصل تفسير الكلبي الكبير إلى القرن السابع الهجري أمرٌ مسلّم به لوجود بعض المقتطفات منه في كتب بعض العلماء الشيعة والسنّة مثل الحبري ، وعبد الرزّاق الصنعاني ، هود بن محكم الهواري ، الطبري ، ابن أبي زمنين ، أبو الليث السمرقندي ، الثعلبي ، الواحدي النيشابوري ، وابن طاووس ، حيث يعدّ هؤلاء من ضمن العلماء الذين نقلوا في تأليفاتهم بعضاً من تفسير الكلبي سواء كان النقل قليلاً أم كثيراً.
(٢) الواضح : ٢٥.