(مِنْ عِنْدِ الله لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً) عرضاً يسيراً من المأكلة والفضول»(١) كما جاء في سياق الآية ١٧٤ من سورة البقرة : (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ الله مِنَ الْكِتَابِ) ما بيّن الله في التوراة من صفة محمّد ونعته (وَيَشْتَرُونَ بِهِ) بكتمانه (ثَمَناً) عرضاً يسيراً ، أنزلت في كعب بن الأشرف وحُيَي وجُدي ابني الأخطب»(٢).
إنّ نصّ كتاب الواضح في تفسير القرآن الذي كتبه الدينوري في نهاية القرن الثالث له أسلوبٌ مزجيٌّ ، كما أنّ كتاب تنوير المقباس الذي كتبه الفيروزآبادي في القرن التاسع له نفس الأسلوب أيضاً ولكن يبدو أنّ الدينوري أو شخص آخر في القرن الثالث كان قد ذكر من تفسير الكلبي في سياق الآية المذكورة روايات مختلفة جاءت عن طريق أبي صالح عن ابن عبّاس وبعد ما ذكر شطراً من الآية شرحها استناداً على ما جاء في تفسير الكلبي الاصلي ، فمن خلال هذا الأسلوب يمكننا أن نقول : أنّ جميع الشروح التفسيرية الواردة في سياق الآيات الثلاث المذكورة آنفاً مستقات من رواية واحدة للكلبي ، حيث إنّ مضمون هذه الرواية في باب تحريف آيات من التوراة ، وهو ما كتمه بعض علماء اليهود من إسم الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) وصفاته طمعاً بـ : (المأكلة) وهو الثمن القليل في قبال عملهم هذا ، وخير شاهد على ذلك هو أنّ مضمون رواية الكلبي الآنفة الذكر وردت في تفسيري الواضح وتنوير المقباس في سياق آيات أُخرى مرتبطة بتحريف التوراة بيد
__________________
(١) الواضح : ٣٣.
(٢) الواضح : ٥٧.