(ت ٢٨١ هـ) في تفسيره على كثرتها لم تستطع رفع هذا الإبهام ، وذلك لأنّه لم يذكر في تفسيره من روايات الكلبي إلاّ ما كان يتعلّق بشأن الإمام عليّ بن أبي طالب عليهالسلام وما يرتبط بمنزلة الأئمّة عليهمالسلام ، ولكنّنا إذا أعرضنا صفحاً عن كلّ هذا فعلينا أن نبحث عن الآراء التفسيرية للكلبي في مدرسة نيشابور التفسيرية.
إنّ تفسيري الكلبي والواضح في تفسير القرآن (للدينوري) قد شاع صيتهما في خراسان وما وراء النهر ، واشتهر أمرهما إبّان القرنين الثالث والرابع الهجريّين في هذين الإقليمين أكثر من أيّ مكان آخر ، وذلك لوجود بعض الرواة من الفرقة الكرّامية ، لذلك نرى أنّ مفسّري مدرسة نيشابور مثل أبي إسحاق الثعلبي (ت ٤٢٧ هـ) والواحدي النيشابوري (ت ٤٦٨ هـ) كثيراً ما كانا يعتمدان على هذين التفسيرين ويستفيدان منهما ، وإنّ كثرة ما نقله الثعلبي وتلميذه الواحدي من تفسير الكلبي والذي له علاقة بالرواية التي ذكرها الكلبي في تفسيره والتي نحن بصددها يعطينا الأمل في الوصول إلى نتائج متكاملة وواضحة في هذا المجال ، فقد كتب الثعلبي في سياق تفسيره للآية ١٧٤ من سورة البقرة : «الكلبي عن أبي صالح عن ابن عبّاس : نزلت في رؤساء اليهود وعلمائهم كانوا يصيبون من سفلتهم الهدايا والفضول ، وكانوا
__________________
السبعين مرّة بالرغم من أنّه كان كثيراً ما يحتاط في نقل الروايات التفسيرية منه ، وقد تحرّز عن نقل كلام الكلبي في الآيات المقصودة في بحثنا هذا ، بل قام بنقل أقوال عن السدّي وبعض المفسرين التابعين في هذا الخصوص ، هذا ويبدو أنّ أبا حاتم الرازي قد تبع الطبري في هذا الشأن إلاّ أنّه بلغ عدد ما نقله عن الكلبي حدود خمسة عشر مورداً فقط.