غربتهم خارج الوطن ، ونستوحي (حدوث الهجرة) كحالة لا فكاك منها في حياة علماء العكر من مصادر متعدّدة مثل كتب التراجم التي ذكرت هجرتهم أو من الإشارات الواردة في شأن انتقالهم من قريتهم العكر إلى منطقة أخرى داخل البحرين كاستقرار بعضهم في النويدرات وجد حفص والمنامة أو رحيلهم لخارج البلاد للعيش في بلاد مجاورة كالقطيف وعمان وبلاد فارس.
وكما تقدّم فإنّ الهجرة الداخلية توزّعت بين قرى مجاورة لقريتهم أو لمناطق بعيدة نسبيّاً عن موطنهم الأصلي كالمنامة ، هذا في داخل بلادهم البحرين ، أمّا هجرتهم الخارجية فتمّت تحت دوافع مختلفة إلى بلدان مجاورة ذكرناها إمَّا طلباً للعلم أو نفوراً من شيء ما قد ضايقهم كما فعل الشيخ أحمد ابن سرحان أو تجنّباً لتفاقم مشكلة كما فعل الشيخ حسن بن الشيخ عبد النبي ابن الشيخ أحمد بن مانع ، والملاحظ أنّ هجرتهم قد تعبّر في شكلها العام عن موقف وجداني مزدوج يحمل إيجابية وسلبية في آن واحد ، فما أنجزه هؤلاء العلماء في خارج موطنهم من خدمات تعليمية للناس هو مفخرة لهم ولقريتهم ولبلادهم ، ولكن في الوقت نفسه خسر أهالي قريتهم علمهم في ظروف صعبة كانوا بأشدّ الحاجة إلى خدماتهم.
وممّا ينبغي لفت النظر إليه أنّه لولا هجرتهم الداخلية والخارجية ـ على حدٍّ سواء ـ لبقي ذكر بعضهم هملاً وخاملاً كما هو حال علماء أسرة الشيخ عبد الله المبرور جدّ الخطيب الحسيني الحاج حبيب بن يوسف بن الحاج أحمد ، ولولا إشارة هذا الناسخ إليهم لما تعرّف أحد عليهم ، بل كنت أنا وآلاف الناس يجهلونهم ، ونحن التزاماً بما تعرّفنا عليه نحيط الناس بوجود