هذه الأسرة العلمائية بالرغم من أنّ معاصريهم قد علموا بهم ولكنّهم لم يكتبوا عنهم ولم يدوّنوا من أنشطتهم شيئاً ، لهذا بقي ذكرهم بعد حياتهم مجهولاً حتّى بالنسبة لأحفادهم ، أمّا بالنسبة للشيخ أحمد بن سرحان وعلماء أسرة بن مانع فذكرتهم كتب التراجم بقليل من المعرفة وإنْ كان الشيخ بن سرحان أوفر حظّاً من غيره ، ويمكن لنا في قابل الأيّام أن نوسّع معرفتنا بهم ونضعها في خدمة الناس.
رابعاً : الأسر العلمية(١) :
لعلّ من أكثر الحقائق التاريخية وضوحاً وتجلّياً في التراث الثقافي
__________________
(١) من أهمّ خصائص الحركة الثقافية لعلماء البحرين خلال القرون الهجرية الأربعة المنصرمة الممتدّة من القرن العاشر إلى القرن الثالث عشر بروز ظاهرة واضحة التأثير في نشاط هذه الحركة المتألّقة هي ظاهرة الأسر العلمية ، وقد حظيت هذه الظاهرة على أهمّيتها في الحراك الاجتماعي والعلمي بدراسات قليلة لا تتناسب وحجم تأثيرها الإيجابي الحضاري ، وقد تكون دراستا الأستاذ سالم النويدري الوحيدتين في هذا المضمار ، ثمّ أضاف يوسف مدن حلقة في كتابه (الفكر التربوي لعلماء البحرين من القرن العاشر إلى القرن الثالث عشر الهجري) تمهيداً لإشارته على بروز هذه الظاهرة في المجتمع البربوري الذي كان يدرس فيه حركته الثقافية ، والحقّ أنّ دراسات الأستاذ سالم عبد الله النويدري تعتبر تأسيساً تاريخيّاً ومدخلاً علميّاً لدراسة هذه الظاهرة الثقافية البارزة في المجتمع البحراني في الفترة المذكورة وتحليل بنيتها التاريخية وتأثيراتها ، وما تزال خيوطها قائمة حتّى الآن ، حيث كتب أوّل محاولة له في مجلّة الموسم العدد الحادي عشر ، المجلّد الثالث تحت عنوان (الأسر العلمية في البحرين) ، ثمّ طوّر دراسته في كتاب أسماه (أسر البحرين العلمية) صدر عن دار المودّة في سنة ١٩٩٤م.