لعلماء البحرين بروز ظاهرة (الأسر العلمية) التي أثرت الحياة الثقافية للمجتمع البحراني وبخاصّة في القرون الهجرية الأربعة المتأخّرة منذ القرن العاشر حتّى الثالث عشر ، وجعلت لقب (البحراني) شائعاً في المراكز العلمية والحوزات الدينية والعلمية لدى الإمامية داخل وخارج البحرين وفي كتب علماء البحرين وتراثهم المعرفي ، وقد أخذت هذه الظاهرة باهتمام بعض الباحثين البحرانيّين المعاصرين ، وأوّل من تصدّى لدراستها الباحث والمؤرّخ أستاذنا د. سالم عبد الله النويدري ، فكتب بحثاً مطوّلاً نشره في مجلّة الموسم(١) بعنوان الأسر العلمية في البحرين ، ثمّ حوّله فيما بعد لكتاب كامل باسم أسر البحرين العلمية ، وبعد ذلك أضاف يوسف مدن ـ صاحب هذا البحث الذي بين يديك ـ عائلتين علميّتين من علماء بربورة في دراسته عن التراث الثقافي لهذه البلدة التاريخية(٢).
وقد انتشرت ظاهرة الأسر العلمية في قرى البحرين ومناطقها المنتشرة في أرجاء البلاد وبخاصّة في القرون الهجرية الأربعة الاخيرة ، بحيث يصعب غيابها عن التاريخ الثقافي لقرية بحرانية مع تفاوت في عددها وعراقتها وتأثيراتها الثقافية والروحية وشهرتها العلمية ، ولم يستثنِ هذا الامتداد قرية العكر بالرغم من عدم ذكر الدراستين السابقتين لها ، وعدم تركيز علماء
__________________
(١) العدد الحادي عشر ، المجلّد الثالث.
(٢) انظر جريدة الوسط (العدد التاسع) ولديه كتاب غير منشور بعنوان (بربورة وشهادة التاريخ).