النويدرات المجاورة والسكن فيها لظروف نجهلها ، كما ذهب قسم منهم للمعامير للعيش فيها ، وهذا ما نعلمه من أحاديث بعض المعمّرين وكبار السنّ وأحفاد الأسرة المعاصرين.
ومع أنّنا ـ لسوء الحظّ ـ لا نملك حتّى الآن من الوثائق الثقافية التاريخية ما يعزّز أفكارنا عن هذه الأسرة ويؤكّدها سوى القليل ممّا تعرّفنا عليه من وثائق ثقافية ـ تاريخية ذات صلة بجزء يسير من تاريخ وسيرة الخطيب الحسيني الملاّ الحاج حبيب بن يوسف بن الحاج أحمد(١) الذي أدركنا حياته في بعض السنوات المتأخّرة من عمره(٢) ، وبالتالي فإنّه من المتوقّع أن تؤدّي هذه الأسرة بعلمائها وخطبائها الحسينيّين جملة من الأدوار الثقافية اللازمة لنموّ المجتمع وخدمة الدين.
ونستطيع الجزم بأنّ الحاج حبيب بن يوسف وابنه الملاّ الحاج أحمد ابن حبيب قد شاركا ـ بقدر متفاوت ـ في القيام بعمليّات وأدوار ثقافية للأغراض المتقدّمة المشار إليها سابقاً وبخاصّة في الخطابة الحسينية والنسخ والتعليم القرآني وكتابة قصائد الشعر بجهود متفاوتة بينهما نظماً وحفظاً.
__________________
(١) انظر ما كتبناه من سيرة ذاتية للمرحوم الحاج حبيب بن يوسف في دراستنا عن وفاة النبيّ يحيى بن زكريّا التي نسخها وخطّها بيده سنة ١٣٣٨ هجرية ، ببضع سنوات متأخّرة عن وثيقة نسبه المشار إليها في نصِّ هذا البحث..
(٢) لقد توفّي الحاج حبيب أفاض الله عليه بشآبيب رحمته في مارس سنة ١٩٧٦م ، والذي يصادف سنة ١٣٩٧ هجرية.