قَلِيلاً) عرضاً يسيراً ممّا كانوا يصيبون من سفلة اليهود من الطعام والثمار»(١).
وفي سياق الآية ٣٤ من سورة التوبة : «(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيراً مِنَ الأحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ) ، يعني اليهود والرهبان ، يعني مجتهدي النصارى ، (لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ) ، يعني أهل ملّتهم ، وذلك أنّهم كانت لهم مأكلة كلّ عام من سفلتهم من الطعام والثمار على تكذيبهم بمحمّد (صلّى الله عليه وسلّم) ، ولو أنّهم آمنوا بمحمّد (صلّى الله عليه وسلّم) لذهبت تلك المأكلة»(٢).
فمع عرض هذه النماذج العديدة من التفسير الذي يحتوي على تفسير مقاتل والمنسوب له يقوى لدينا التصوّر الذي يؤيّد أنّ تفسيره لا يخلو من مضمون رواية المأكلة وأنّها واحدة من الروايات التفسيرية لمقاتل بن سليمان التي ورد ذكرها بشكل مشروح أو مختصر في سياق آيات مختلفة ومرتبطة مع موضوع كتمان اليهود واشتراء الثمن القليل.
ومن الطبيعي أنّ النصّ الأصلي لرواية مقاتل بن سليمان لم تذكر لا في تفسير عبد الرزّاق الصنعاني ولا في أيِّ تفسير آخر من التفاسير القديمة مثل تفسير الطبري وتفسير ابن أبي حاتم الرازي ، ولم تذكر في هذه المصادر حتّى آراءه التفسيرية المقتضبة ، في حين أنّ الكثير من آرائه وأقواله التفسيرية نراها واضحة المعالم في مدرسة نيشابور التفسيرية ، وإنّ أهمّ وأقدم تفسير
__________________
(١) تفسير مقاتل بن سليمان ١/٤٧٩.
(٢) تفسير مقاتل بن سليمان ٢/١٦٨ ـ ١٦٩.