المدرسة التفسيرية للإمام الباقر عليهالسلام مثل أبان بن تغلب وأبي الجارود وجابر الجعفي ، وبذلك يتّضح لدينا سبب عدم ذكر المفسّرين الروائيّين الشيعة قبل الوزير المغربي لهذه الروايات وأمثالها والمنسوبة إلى الإمام الباقر عليهالسلام.
وإمّا بالنسبة إلى علماء أهل السنة فإنّهم لم يذكروا هذه الروايات لأنّ قدماء مفسّري أهل السنة كانوا قد احجموا عن تفسير الكلبي ، فمن الطبيعي نرى أنّ هذه الروايات غير موجودة في التفاسير القديمة لأهل السنة مثل جامع البيان للطبري وتفسير ابن أبي حاتم ، وإمّا بعض الروايات القليلة في هذا المضمار والتي يمكن العثور عليها في تفاسيرهم فهي تنتهي بشكل أو بآخر إلى ابن عبّاس وهي رأس سلسلة روايات الكلبي ، فإنّ أبا بكر البيهقي (ت ٤٥٨ هـ) ينقل رواية المأكلة عن السدّي عن أبي مالك عن ابن عبّاس في كتابه دلائل النبوّة(١) ، ومن ثمّ شقّ هذا التفسير طريقه
__________________
(١) أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، قال : حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب ، قال : حدّثنا محمّد بن منصور الكوفي ، قال : حدّثنا أحمد بن أبي عبد الرحمن ، قال : حدّثنا الحسن ، عن الحكم ، قال : فحدّثني السدّي ، عن أبي مالك ، عن ابن عبّاس ، قال : «وصف الله عزّ وجلّ محمّداً صلّى الله عليه وسلّم في التوراة في كتب بني إسرائيل ، فلمّا قدم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حسده أحبار اليهود ، فغيّروا صفته في كتابهم ، وقالوا : لا نجد نعته عندنا ، وقالوا للسفلة : ليس هذا نعت النبيّ ، الذي يخرج كذا وكذا ، كما كتبوه وغيّروا ، ونعت هذا كذا كما وصف فلبسوا بذلك على الناس ، قال : وإنّما فعلوا ذلك لأنّ الأحبار كانت لهم مأكلة تطعمهم إيّاها السفلة لقيامهم على التوراة ، فخافوا أن يؤمن السفلة فتنقطع تلك المأكلة» (البيهقي ، دلائل النبوّة).