الشهيد الأوّل(١) ، وهذا ليس بالغريب عنّا ، فهي كما أغفلت مفردات مهمّة من حياته لم ترَ هذا الجانب ، أضف إلى ذلك أنّ الشيخ السيوري نفسه لم يدوّن في مصنّفاته الكثيرة من نقل عنهم أو تتلمذ على أيديهم ، شأن من سبقه في هذا المضمار.
وعليه نلحظ أنّ الشهيد الأوّل أثّر تأثيراً ملحوظاً في تلميذه الشيخ السيوري ، وهذا ما لمسناه واضحاً عند قراءة قائمة مؤلّفاته حيث انكبّ على شرح عدد غير قليل من كتب أستاذه ، لذا عدّ من أجلاّء تلامذته والراوين عنه (٢) وكان من المميّزين بل من أشهر طلاّبه ، ومن المعروفين بالبحث والتنقيب ، حيث عمد إلى تنضيد وترتيب كتاب أستاذه الشهيد القواعد الفقهية على أحسن ترتيب وسمّاه نضد القواعد ، إضافة إلى ذلك شرح كتباً أخرى لأستاذه ، وقام بجمع بعض الأسئلة التي سائل بها أستاذه في عدّة مسائل خلافية ، فسمّيت تلك المسائل بـ : المسائل المقدادية.
ونقل الشيخ السيوري كيفية شهادة أستاذه الشهيد ، وقد ذكرها الشيخ المجلسي في إجازاته بقوله :
«وجدت في بعض المواضع ما هذه صورته ، قال السيّد عزّ الدين حمزة بن محسن الحسيني : وجدت بخطّ شيخنا المرحوم المغفور العالم أبي عبدالله المقداد السيوري ما هذه صورته : كانت وفاة شيخنا الأعظم الشهيد
__________________
(١) بحار الأنوار ١٠٤ ، ١٨٤ ، روضات الجنّات : ٥٦٧ ، مقدّمة كنز العرفان ١/٦.
(٢) نفس المصادر المتقدِّمة في هامش رقم(١).