بالمراجعة إلى أوّليّاته في الشريعة والتاريخ ، وهذه الأوّليّات التي فعلها عمر تعني : أنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله) كان لا يفعلها ، وأنّ عمر بن الخطّاب كان هو أوّل من فعلها.
٥ ـ إنّ أخبارَ جَمْعِ أَبي بكر للقرآن بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله) فيها : تضعيف للقرآن نفسه ، وتشكيك في تواتره ، وتوهين للرسول(صلى الله عليه وآله). وهي بعقيدتنا النافذة التي دخل من خلالها أعداء الإسلام للمساس بالقرآن الكريم.
فإنّهم تمسّكوا برواية أنس لإنكار تواتر القرآن ، مدّعين بأنّ أنس بن مالك روى بأنّ أربعة من الأنصار جمعوا القرآن ، مؤكّدين بأنّ تواتر القرآن لا يمكن إثباته بهذا العدد.
وقد أجاب الزرقاني وغيره عن هذا الإشكال بأنّ الحصر في خبر أنس هو نسبيٌّ وإضافيٌّ وليس هو حصر حقيقيٌّ(١).
فإنّهم لو طعنوا في تواتر القرآن من خلال أمثال رواية أنس فكيف لا يطعنون في القرآن من خلال عدم جمع الرسول له وتركه هذا الأمر لمن بعده ، ثمّ تصدّي من ليس له علم بجميع القرآن لجمعه(٢) ، بل جمعوه بشاهدين بعد رسول الله ، وفي آخر : لم يقفوا على آيات منه حتّى وجدوها عند أبي خزيمة ـ وفي آخر خزيمة ـ كلّ ذلك مع إقرار عمر بذهاب قرآنٌ كثير
__________________
(١) مناهل العرفان ١ / ١٧٥.
(٢) كتشكيك ابن مسعود في علم زيد واعتراضه على عثمان لتقديم زيد على غيره.