(١٣ هـ) لا تتجاوز خمسة عشر شهراً وهي غير كافية لتطبيق مشروع ضخم كهذا.
ثامناً : قلنا سابقاً بعدم إِمكاننا قبول ما علّله أبوبكر لعمر لاستخلافه عمر من بعده ، والجمهور يقولون : إنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله) مات ولم يستخلف ، فكيف فعل أبو بكر ما لا يفعله رسول الله(صلى الله عليه وآله) في أمر الخلافة؟!
تاسعاً : إنّ مشروع أبي بكر كان مشروعاً فرديّاً وليس جماعيّاً حسبما قاله الزرقاني ، لأنّ مشروعه لو كان جماعيّاً لكان عليه إشراك كبار الصحابة فيه ، وهذا ما لم يفعله أبو بكر ، بل خصّ زيد بن ثابت وعمر بن الخطّاب بهذا الأمر ، فكانا يجلسان عند باب المسجد ويطلبان شاهدين على الآيات(١).
كما إِنَّ النسخة المدوّنة مِنْ قِبَلِ زيد في أيّام أبي بكر لم يُسْتَنْسَخْ مِنْها للمسلمين ولم يكتب لها النجاح ولم تتّخذ مصحفاً إماماً بل بقيت عند عمر ثمّ عند حفصة ، فإن كانوا يريدونها أن تكون إماماً كان عليهم أن يستنسخونها ويرسلونها إلى البلدان ، أي أنّ مشروع أبي بكر كان بخلاف مشروع أميرالمؤمنين عليّ عليهالسلام الذي أعدّه بنفسه للناس وجاء به إليهم ليقرؤوه ، لكنّهم لمّا علموا أنّ فيه فضائحهم وأشياء أخر لا تعجبهم رفضوه ، أي أنّ ذلك
__________________
(١) انظر مناهل