جمع كتاب الله. فهذا اعترافٌ صريحٌ من أبي الحسن بالأوّليّة لجمع أبي بكر على النّحو الآنف»(١).
سؤالنا : كيف لا يضرّ الزرقاني القول بأنّ عليّاً هو أوّل من جمع القرآن بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله) مع قوله : بأنّ أبا بكر هو الجامع لها؟
فلو كان أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام هو الموصى بجمع القرآن من قبل رسول الله(صلى الله عليه وآله) من بعد وفاته ، وقد جمعها بالفعل ، فهو يعكّر صفو موضوع الزرقاني ويجرحه بلا أدنى شكّ. وقد عرف الزرقاني ذلك وتراجع عن كلامه وقال (فقصاراها أنّها تثبت أنّ عليّاً أو بعض الصحابة كانت قد كتب القرآن في مصحف) قالها الزرقاني بعد أن كان قد قال : (إنّ عليّاً أوّل من جمع) ثمّ قال : (ثبت أنّ عليّاً قد كتب القرآن).
وأسأَلُهُ أيضاً : لو أنّ مصحف الإمام عليّ بن أبي طالب عليهالسلام لم يكن له تلك الصفة الإجماعية ، فهل لمصحف أبي بكر تلك الصفة ، وَهَلْ كانَ الصحابة القرّاء أمثال : أُبيّ ، وَابْنُ مَسْعُود ، وَمعاذ ، وأَبُوْ الدرداء وَغَيرهم قد شاركوا أبا بكر في جمعه ؟ كلاّ وألف لا.
بل كيف يمكن إعطاء الصفة الإجماعية في تدوين مصحف لم يشارك فيه كبار القرّاء ؟ ولم يتّفق عليه المسلمون جميعاً.
أمّا الحديث المنسوب إلى الإمام عليّ(٢) عليهالسلام فهو موضوع ، وقد بحثناه
__________________
(١) مناهل العرفان : ١٧٧ ـ ١٧٨.
(٢) رحمة الله على أبي بكر هو أوّل من جمع كتاب الله.