الخلفاء.
نعم ، إنّهم بهذه الاستدلالات والتوضيحات أرادوا أن يقولوا : بأنّ الجمع في عهد رسول الله(صلى الله عليه وآله) كان جمع حفظ لا جمع تدوين أي أنّهم جمعوه في الصدور لا في السطور ، ولو تنزّلنا وقلنا بأنّه كان جمع تدوين وكتابه فإنّهم يقولون بأنّه كان غير مرتّب ، وإن كان مرتّباً ، فالخلفاء رتّبوه ترتيباً جديداً آخر ، كلّ ذلك ليحصروا فضيلة تدوين القرآن بأبي بكر وعمر وعثمان دون عليٍّ ، لكن لمّا عاق بهم السبيل ولم يمكنهم إثبات ذلك عرّجوا بالقول إلى متاه وهو : إنّ أبا بكر وعثمان أرادا أن يوحّدا الأمّة على مصحف واحد وقراءة واحدة ، وهذا الكلام غير ما سبق وهو الآخر لا يمكنهم إثباته ، لاختلافهم في أنّ الذي وحّد المصاحف هل هو أبو بكر أو عثمان فجمعوا بين القولين فقالوا إنّ الأوّل قد وحّد الأمّة على مصحفه ، والثالث وحّدهم على مصحف الأوّل ، بفارق أنّ ترتيب الآيات كانت موجودة في صحف أبي بكر ، أمّا ترتيب السور فهي من قبل عثمان(١) وهذا الكلام فيه ما فيه حسبما سيتّضح لاحقاً.
بقي شيء :
بقيت بعض التساؤلات يجب الوقوف على أجوبتها.
أحدها كلام الشيخ أبو ريّة في كتابه أضواء على السنّة المحمّدية إذ قال :
__________________
(١) مناهل العرفان (تحريق عثمان للمصاحف والصحف المخالفة).