وإليك بعض الأسئلة الّتي طرحها بعض كتّاب أهل السنّة وأجوبتنا لها ، نأتي بها إكمالا لهذا القسم من البحث :
فالسؤال الأوّل : هو ما طرحه الأستاذ كردي في كتابه تاريخ القرآن وغرائب رسمه فإنّه طرح السؤال لكنّه لم يوفّق في الإجابة عليه ، فنحن نذكر أوّلا أصل كلامه ، ثمّ نعلّق عليه ، فقد قال :
«ويسأل بعضهم : لماذا لم يأمر أبوبكر أو عمر أن ينسخ النّاس مصاحف ممّا كتبه زيد بن ثابت ؟
ولماذا لم يحرص كبار الصّحابة على أن يكون لدى كلّ واحد منهم أو لدى بعضهم على الأقلّ نسخ من هذه الصُّحُف الّتي تتضمّن كتاب الله ؟
فنقول(١) : إنّ أبا بكر لم يجمع القرآن لحدوث خلل في قراءته ، وإنّما جمعه خوفاً من ذهاب حملته بقتلهم في الغزوات ، وكان جمعه له بالأحرف السّبعة ، والنّاس يقرأون بها إلى زمن عُثمان ، فلا يختلف مُصْحَف أبي بكر عمّا يقرؤه النّاس ويحفظونه ، فلا داعي عندئذ لحمل النّاس على مُصْحَفه.
أمّا عُثمان فإنّه لم يجمع القرآن إلاّ بعد أن رأى اختلاف النّاس في قراءته ، حتّى أنّ بعضهم كان يقول : إنّ قراءتي خيرٌ من قراءتك ، وكان جمعه له بحرف واحد وهو لغة قريش ، وترك الأحرف الستّة الباقية ، فكان من الواجب حمل النّاس على اتّباع مُصْحَفه وعلى قراءته بحرف واحد فقط قبل
__________________
(١) الكلام للكردي.