مخالفة المناوؤين له والظروف القاسية المحدقة به إلاّ أنّه سلك طريقه العلمي في التأليف والتدريس والاهتمام بطلبة العلوم ؛ لكنّه في نهاية المطاف انتقل في سنة (٤٤٨ هـ) من بغداد إلى الغريّ (النجف الأشرف)(١) ـ وذلك بعد واقعة البساسيري ـ حيث قضى فيها بقية عمره ، وقد وضع الشيخ الطوسي بهجرته إلى النجف الحجر الأساس في بناء الحوزة العلمية الشيعية التي لازالت مستمرّة حتّى الآن حيث نشأ فيها آلاف المجتهدين.
لقد اعتنى الشيخ الطوسي بتربية العديد من أعلام روّاد العلم(٢) ، كما
__________________
(١) وفي سنة (٤٤٨ هـ) لمّا قام البساسيري بثورته على الخليفة العبّاسي وتزامناً مع دخول السلاجقة بغداد لحماية الخليفة وضرب الشيعة فقد تمكّن الشيخ الطوسي أن يذهب إلى النجف بعد أن أُحرقت مكتبته وهدمت دارُه كما أُحرق كرسيّ درسه في بغداد أيضاً. (انظر البداية والنهاية : ١٢/١١٩ ، المنتظم ١٦/٨) وقد ذكر ابن الاثير هذه الواقعة في كتابه الكامل في التاريخ (٩/٦٣٧) ، وللاطلاع على وقائع تلك الحقبة والاختلافات المذهبية بين الشيعة والسنة انظر مشيخة الحديث : ٤٧ ـ ٥٢.
(٢) ومن تلامذته : أحمد بن الحسين الخزاعي النيشابوري ، إسماعيل وإسحاق إبنا الحسن بن بابويه ، آدم بن يونس النسفي ، أبو الخير بركت بن محمّد النسفي ، تقي بن نجم الحلبي ، جعفر بن علي الحسيني ، أبو علي الحسن بن محمّد الطوسي (نجل الطوسي) ، الحسن بن الحسين بن بابويه (الذي قرأ عليه جميع تصانيف الطوسي في النجف) ، الحسين بن مظفّر الحمداني ، الحسن بن عبد العزيز الجيهاني ، السيّد عماد الدين ذو الفقار بن محمّدالحسني المروزي ، السيّد زيد بن علي الحسني ، سليمان بن حسن الصهرشتي ، صاعد بن ربيعة ، أبو الصلت بن عبد القادر ، السيّد أبو النجم ضياء بن إبراهيم العلوي الشجري ، ضمرة بن يحيى الشعيبي ، عبد الرحمن بن أحمد الخزاعي النيشابوري (المعروف بالشيخ المفيد) ، عبد الجبّار المقري الرازي (المعروف بالشيخ المفيد) ، علي بن عبد الصمد التميمي السبزواري ، كردي بن عكبر الكردي