منه فقال الشهيد : «لا تعجب قد سهرنا وأضعتم حكى ذلك الشيخ سليمان سماعاً عن مشايخه ..».
ثمّ يقول الطهراني معقّباً على الترجمة : «أقول : الظاهر من هذه الترجمة أنّه كان معاصراً الشهيد ومن أعاظم تلاميذ فخر المحقّقين ..»(١).
أُولئك نماذج لنخبة من العلماء المهاجرين من بلدانهم ، إلى حاضرة العلم والعلماء آنذاك (الحلّة) كما أنّ الحلّة كانت بمثابة قطب الرحى ، والمركز والواحة العلمية التي يحطّ عندها طلاّب العلم والمعرفة رحالهم.
«فكان الطلبة يفدون الحلّة من بلاد شتّى (الجزيرة والهند وفارس والشام وولايات الدولة العثمانية وأفريقيا) واستمرّت حلقات الدرس في التوسّع والتبصّر ، فنشأت في الحلّة مدارس فقهية خاصّة وأنجبت المدينة في تلك الحقبة علماء أفذاذاً طبّق صيتهم البلاد الإسلامية وخلّدتهم أعمالهم ..»(٢).
المبحث الخامس : الاضطرابات السياسية ودورها في ركود وأُفول حوزة الحلّة :
واصلت الحوزة العلمية في الحلّة رسالتها العلمية التكاملية على أيدي أقطابها من أساطين العلماء والفقهاء الذين كان خاتمة مسكهم فخر المحقّقين
__________________
(١) طبقات الطهراني (الحقائق الراهنة) ٥ / ٧ ـ ٨.
(٢) الحوزة العلمية في الحلّة ، مجلّة آفاق نجفية : العدد ١٢ ، ص ٣٥ ـ ٣٦.