ابن العلاّمة الحلّي ثمّ النابهين من تلامذته.
لقد استمرّت مدرسة الحلّة العلمية لفترة طويلة قاربت الأربعة قرون من الزمن وامتدّت إلى نهاية القرن التاسع الهجري تقريباً «ولم يكد ينتهي القرن التاسع الهجري حتّى انتهى أمد النهضة العلمية والأدبية التي كانت في الحلّة ، والتي بدأت فيها منذ نهاية القرن الخامس الهجري»(١).
وقد تشابه العامل الذي أدّى إلى ركود ، ومن ثمّ أُفول مدرسة الحلّة مع العامل الذي أدّى إلى ظهورها وارتقائها في سلّم التكامل ووصولها إلى أوج عطائها العلمي.
ويمثّل هذا العامل في الحالة السياسية السيّئة التي حلّت بالعراق عامّة ، وبمدينة الحلّة خاصّة.
يقول مؤرّخ الحلّة الشهير العلاّمة المتتبّع الشيخ يوسف كركوش الحلّي في كتابه القيّم تاريخ الحلّة وهو يبيّن أسباب أُفول مدرسة الحلّة وانتهاء نهضتها العلمية : «انتهت هذه النهضة بسبب الأرزاء التي حلّت بالقطر العراقي من أدناه إلى أقصاه ، لجهل الحاكمين وظلمهم وعتوّهم ، فقد كان العراق إذ ذاك تحت حكم قوم من التركمان ، وهم على جانب عظيم من جفاء الطبع ، هذا بالإضافة إلى ظهور قوّة جديدة على مسرح السياسة العراقية تُنَازع التركمان حكم العراق ، وهذه القوّة الجديدة هي دولة المشعشعين التي أسّسها
__________________
(١) تاريخ الحلّة ٢ / ١٦١.